الثلاثاء، 27 يناير 2015

رسالة إلى من حاد عن طريق الاستقامة

رسالة إلى من حاد عن طريق الاستقامة

خالد بن ســليمان الغــرير

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخ الغالي 
إلى ابن الإسلام وأحد أسوده 
إلى من ذاق طعم الإيمان 
إلى العزيز لقلبي
إلى الحبيب إلى نفسي 

أحيك بتحية أهل الجنة أحيك بتحية أهل الإسلام السلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعـــــــــد 


أخي الكريم كم أنا حريص عليك وكم كنت فرحا مسـرورا وأنا أراك حريصا على الخير محبا لأهله تسابق في الخيرات 
وكم كنت فرحا ومسرورا وأنا أرى حرصك على الخير ومسابقتك للصف الأول وتتبعك للدروس والمحاضرات ثم حرصك على حفظ كتاب الله كنت أنظر إليك وأنا أستشف لأرى رجلا من رجالات الإسـلام متميزا في عقيدته وفكره وفي لباسـه ومشيته وفي أهدافه وعلوها 
كنت أحب لك ما أحب لنفسي لأرى رجلا معتزاً بدينه رافعاً بذلك رأسـه ولا زلت أتمنى لك الخير من كل قلبي وأراك أهلا لذلك 
أريد الناس أن تتساءل وقتها فتسألني أين الإســـــــــلام ؟! فأسارع بإجابتهم بأن ينظروا إليك لما أرى من تتبعك وحرصك على دينك 

أخي الغالي : 
أعرف أنك شــاب ككل الشباب يمر بمرحلة تعرفها وظروف واجهتها, وأعرف أنك بحاجة لدرجة معينة من تفريغ قوة الشباب ونشاط الشباب في هذه المرحلة فأنت شاب وطبيعي أن يكون فيك ذلك من حب الاستطلاع والمغامرة لكن الخطأ كل الخطأ حين يتحوّل ذلك كله لتراخ عن طاعة الله وتساهل في الواجبات وانتهاك للحرمات شيئا فشيئا ويزين لك الشيطان بأنك شاب ولا بد أن تأخذ حقك من الفرفشة أو يلبس عليك الشيطان بأن لا زال في الأمر فسحة وفي الوقت مجال أو يزين لك الشيطان بأنك لست أهلا للاستقامة وأهلا لأن تكون أحد رجالات الإسلام , أخي الحبيب نحن كما تعلم خلقنا لعبادة الله وطاعته ولنكون أبناء الإسلام البررة فنكون دعاة لدين الله بحالنا لا بمقالنا ولذا من يعرفك ويعرف حالك وما كنت عليه من تقوى وطاعة لله وحرص على الخير ثم ترك ما كان عليه من هذه الطاعات ستصله رسالة منك ... ليست رسالة بلسانك بل رسالة من حالك بأن هذه الطاعات التي كنت عليها لم أجد فيها طعم السعادة وكنت مخطئا بفعلها .. , 

والعكس هو الصحيح فأنا أوقن أنك مؤمن طائع محب لله ولرسوله والمؤمنين ولكنها النفس الأمارة والهوى والشيطان أخي كلنا ذو خطأ وكلنا فينا من المعاصي ما الله به عليم لكننا نحسن الظن بربنا أن نتوب منها ولا نجاهر ربنا بما نحن نقترف ولا بمعاصينا لكن في جهاد مع النفس والشيطان فالمجاهرة أخي الكريم قد تحول بين الإنسان وبين ما يرجوه من توبة وحسن حال وعمل بطاعة الله ألم يقل حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم : ( كل أمتي معافى إلا المجاهرون ) أخي الحبيب : 
قد قال نبيك : إن هذه الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون , فلماذا نجعل من الدنيا لنا متعلقا ونؤمل فيها الكثير والكثير وحين نتعلق بأشخاص يصدوننا عن طاعة الله فحينها يكون هؤلاء طاغوت لأنهم صدوا عن سبيل الله وحين تكون النفس هي من يأمرنا بالمعصية فحينها تكون أنفسنا هي الطاغوت من داخلنا تصدنا عن طاعة الله ( إن النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) وحين يكون أصحابنا هم من يأمروننا بالمعصية فهم حينها طاغوت ( قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدقين أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون قال هل انتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم ) والطاغوت أخي الفاضل ليس شجرة تعبد من دون الله يا عزيزي بل الطاغوت قد يكون سيارة نتعلق بها فتصدنا عن الطاعة أو صديقا يأمرنا بالمعصية أو ينهانا عن الطاعة نتعلق به نفرح لفرحه ونحزن لحزنه بل ونأكل كما يأكل ونشرب كما يشرب وننام كما ينام حينها نكون مسخنا أنفسنا وصرنا صورة كربونية لذلك الصديق ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ) نحن أخي الكريم ينبغي أن نعتز بذواتنا وهذه الذات معتزة لأنها مرتبطة ومتعلقة بدينها العزيز معلنة به رافعة بها رأسها , فليكن هدفك عظيما وآمالك عالية وكن من أولئك الذين أرواحهم تحوم حول العرش كما قال ابن القيم رحمه الله : إن من الناس من أرواحهم تحوم حول العرش وإن من الناس من أرواحهم تحوم حول الحش , ولأن لكل منا كيانه وله تفكيره فلذا يا عزيزي من الضروري أن نكون أصحاب مبدأ وأصحاب أهداف سامية تكون شاهدة لنا عند ربنا يوم يقوم الأشهاد لقد علمنا رسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم أن نسأل الله الفردوس الأعلى لأجل أن تكون هممنا عالية ونظرتنا سامية وعليك أن تفهم أخي العزيز أننا نحبك ولا يرضينا أن نراك تتهاوى في مستنقعات الهوى وكل يوم ينزل مستوى إيمانك ونحن ننظر إليك ولا نحرك ساكنا , لا يرضينا أبدا يا حبيبي أن أراك تغرق في بحور الوهم وفي مستنقعات الهوى والجري خلف كل ما يبعدك عن الله وعن مرضاته ويضيع عمرك ويفنى شبابك على لا شي أخي الحبيب : عزك باستقامتك ورجوعك كما كنت سابقا نور الإيمان في وجهك ولا تقل أنا غارق في الذنوب فكلنا كذلك ولو كان للذنوب رائحة ما جالسنا أحد أخي الغالي : رفعتك وعلوك بتمسكك بدينك ومجاهدة نفسك على طاعة ربك ( قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها ) 

أخي كلمات محب وناصح مشفق يرجو أن يراك كما كنت جمال الطاعة في وجهك وفي كلامك وتصرفاتك وملابسك وجميع شأنك , أرجو أن تفهم حبي لك وحرصي عليك ينطلق من منطلق المسئولية الإيمانية بيننا ومن منطلق الإخوة الحانية ومن منطلق العطف عليك والشفقة ومن منطلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأنت أخ عزيز ولولا محبتك ما كتبت لك ولا يرضيني أن أراك تغرق وأنا أنظر إليك بصمت لا يرضيني أن أراك تستصرخني طالبا العون والنصرة وأنا قد وضعت أصابعي في أذناي لا يرضيني أن تشير إلي بيديك تستنصرني وتطلب مساعدتي وأنا مغمض عيناي 
أنت وجميع شباب المسلمين أسود عظيمة وأبناء للإسلام بررة فلا يغلبنكم الشيطان يا أبناء الإسلام فدينكم ينتظركم ويريد منكم نصرته ويريد منكم أن تكونوا دعاة له , دعاة بمقالكم ودعاة بحالكم وتقواكم ودعاة بعبادتكم ودعاة بأخلاقكم بل ودعاة في لباسكم ومشيتكم 
وأمتكم كذلك تستنهضكم لتكونوا لها سندا ومعينا بعد الله وبلادكم تؤمل فيكم لأن تكونوا سواعد خير ولبنة صالحة في مجتمع يسوده الإيمان 

إسلامنا يريد منا أن لا نشوه صورته بسوء تصرفاتنا وفعالنا إسلامنا يريد أن لا نخدش صفاءه وطهره بسبب ما تجني أيدينا وما تقترف أنفسنا إسلامنا يريد منا نحن أبناء الإسلام أن نكون نجوما تتلألأ في سماء هذه الدنيا لتكون دليلا وهاديا لكل ضال وحيران , ولتكون قمرا ينير دروب الطهر والعفاف , وشمساً ساطعة في سماء الاستقامة والدعوة , 

كم أنا واثق فيك أخي الحبيب بأنك كذلك حين تستعيذ من شيطانك ومن نفسك الأمارة ومن الهوى ومن صاحب السوء ليرجع الأسد لعرينه , ولتشرق الشمسً ساطعة في درب الخير والصلاح فقط أريد منك أخي أن تتعلق بالله أكثر لأن من تعلق بالله كفاه ومن تعلق بغير الله فاته شيء من تعلقه بالله 
أخي : لا ألذّ ولا أطيب من العيش مع الله , والسعادة في طاعة الله والفلاح في طاعة الله والنجاح في الدنيا والآخرة بطاعة الله 
ومن كان لله كما يريد كان له ربه وخالقه ومولاه فوق ما يريد 

وتقبل سلامي ودعواتي لك بأن يوفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى وأن يهدينا ويثبتنا على دينه وصلى الله وسلم على نبينا محمد ,

أخــوك ومحبك : خالد بن ســليمان الغــري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق